الخميس، 19 فبراير 2015

انعقاد ندوة "الأدب واللعب" بكلية الآداب بالجديدة


نظمت مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي بتعاون مع جمعية "عيون المغربية للثقافة والنقد والابداع" ندوة وطنية في موضوع "الأدب واللعب" بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين، وذلك بتاريخ 27 مارس 2015 بمركز دراسات الدكتوراه برحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة.



وكان برنامج المداخلات على الشكل الآتي  :

الجلسة الافتتاحية [10- 10:15]

  • كلمة السيد نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ بوبكر بوهادي.
  • كلمة السيد منسق مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي الأستاذ عز العرب إدريسي أزمي.

الجلسة الأولى [10:15 – 12:00]
رئيس الجلسة : د/ سعيد بنكراد (جامعة محمد الخامس - الرباط)
د. فاطمة بنطاني (جامعة شعيب الدكالي - الجديدة)
§      الرواية واللعب السردي
د. عبد الرحيم جيران (جامعة عبد المالك السعدي – تطوان)
§      الحدود بين اللعب والأدب
د. عبد اللطيف محفوظ (جامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء)
§      نظام اللعب وأشكال إدراكه وتوظيفه
د. عبد العالي معزوز (جامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء)
§      مفهوم اللعب عند نيتشه
المناقشة [12 – 12:30]

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الجلسة الثانية [15:30- 17:30]
رئيس الجلسة : د/ أحمد موسى (جامعة شعيب الدكالي - الجديدة)
د. محمد بوعزة (جامعة المولى إسماعيل - مكناس)
§      الحكاية واللعب في رواية "دلشاد أو فراسخ الخلود المهجورة" لسليم بركات
د. عبد الجبار لند (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الجديدة)
§      نظرية اللعب في أدب المقامة
د. عبد العزيز بنار (أستاذ مبرز في اللغة العربية – الجديدة)
§      الكتابة واللعب في القصة القصيرة
المناقشة [17:30 – 18:00]

اختتام الندوة


ملخص المداخلات

مظاهر اللعب في اللغز الأمازيغي
د. محمد صبري
جامعة شعيب الدكالي - الجديدة

كلية الآداب والعلوم الإنسانية 

تقديم:
إن موضوع هذا المقال هو بحث في بعض مظاهر اللغز الأمازيغي عند قبائل "أيتمكيلد"(القاطنة بالأطلس المتوسط المغربي) بقصد إبراز بعض خصائصه الأساسية باعتباره شكلا أدبيا  مأخوذا من نماذج الإنتاجات المنتمية إلى التقليد الشفوي الجماعي.
وبانحرافنا نحو هذه المقاربة، سنقترح بعض الفرضيات العامة حول المتن الشفوي ذي التعبير الأدبي الشعبي، وحول شروط إنتاجه ثم حول المظهر العام للمرسلين المتلقين لهذا الملفوظ الخطابي. 
    يعد اللغز من أقدم الأشكال الأدبية التقليدية التي عرفها الإنسان ، ويجزم بعض الدارسين أنه الطريق الأولى إلى المعرفة.  كما يعد رياضة ذهنية تنمى الفكروتبعث على المتعة والحيوية التي تعمل على  توسيع مدارك القائم بحل اللغز،وتكتسبه مهارات التفكير الأساسية والإبتكارية وقدرات عقلية جديدة تجعله يتذوق ويقدر النواحي الجمالية والفنية والعملية التي يدور حولها موضوع اللغز(1).
      إن انفتاح اللغز على مجموعة من التأويلات المتعددة،يجسد حالة من اللعب كآليةقادرة على محو الحد الذي كانت تنتظم فيه العلامات انطلاقا(2)،وكآلية تستخدم،كذلك،فيالتنافسوالصراعوالبحثوالمشاركة...
   أمامنا هنا مفهومان يعتبران مفتاح هذه القراءة هما:"مفهوم اللغز "و"مفهوم اللعب"،الذين يختلفان باختلاف النظرية الفلسفية أو الاجتماعية أو التربوية التي تناولتهما. لذا سوف نتعرض لتعريفهما من خلال وجهات نظر متعددة حتى نستخلص السمات المميزة لهما، بحيث سيساعدنا هذا  في فهم الحاجة الأساسية للغز كلعب  للفرد وكيفية استثماره في توجيه سلوكه والارتقاء به معرفياً، عاطفياً ، واجتماعياً , ثم شخصياً ...

1ـ تعريف "اللعب":
يعرف بأنه نشاط تلقائي ونفسي ، وهو مثال للحياة البشرية في مجموعها ، وكان مقروناً دائما بالفرح والرضا والراحة النفسية والجسمية والشعور بالسلامة الكوني (3).
و يعتبر مفهوما سيكولوجيا"يشير،في وضعيته العامة،إلى نشاط شامل للعضوية ،تتداخل في إطاره جميع المكونات الحسية الحركية والوجدانية والذهنية...؛وغالبا مايتم هذا النشاط دون أن يكون مرتبطا بغاية مادية محددة.."(4).
2 ـ اللعب في الأدب:
يقتضي اللعب في الأدب إحالة الدال إلى دال آخر مع تغييب متعمّد للمدلول ، إلاّ أنّ تلك الصيغة محكومة بمجموعة آليات ـ تشبه القوانيـن ـ يسطِّرها الناص ( الواضع ) ، ويستخدمها المتلقي ( اللاعب ). وهذا شرط النص الأدبي الذي  لا يكون نصاً إذا لم يخفِ قانون تأليفه وقاعدة لعبته (5).
و بهذا، يرتبط مصطلح " اللعب "بمصطلح "المراوغة"الذي يقتضي مراوغة المدلول للدال بحيث تتحول العلامة اللغوية إلى علامة عائمة يحاول القارئ تثبيتها للوصول إلى المعنى ...(6).
3 ـ ـ تعريف اللغز:
واللغز: الكلام الملبس،وقد ألغز في كلامه يلغز إلغازا،إذا ورى فيه وعرض ليخفى،والجمع ألغاز(7).
كما يعد اللغز سؤالا"يتضمن أوصافا لشيء ما،ويطلب من المخاطب تعيين ذلك الشيء ،وذلكغالبا بقصد الاختبار الذهني أو الترفيه"(8)بكلمات مسجوعةأومنظومة،وبجمل قصيرة ذات جناس موسيقي وإيقاع داخلي خفيف وسريع،بحيث يكون النص شعرا أونثرا...
4 ـ اللغز الأمازيغي كلعب:
تسليما، في البداية، حول أدبية هذا الشكل التعبيري، نقترح إقامة مقاربة متعددة الأبعاد لأجل توضيح وظيفته داخل النسيج السوسيو- ثقافي الذي يعد إنتاجا له، ونسقه الرمزي الكثيف للإشتغالات أو للإنشغالات اليومية والوجودية للمجتمع، ثم الصفات المحددة السانكرونيةوالدياكرونية للفضاء الثقافي الملازم لهذه الأخيرة. مع العلم أن اللغز، مثل أي جنس شفوي آخر، يعد مظهرا من المظاهر (القوالب) التي تجد فيه البنيات الاجتماعية والذهنية انعكاسها النسقي، بفعل العمل العريق للذاكرة الجماعية الخلاقة.


مفهوم اللعب في فلسفة نيتشه
النرد و لعبة الحظ و القدَر
د. عبد العالي معزوز
جامعة الحسن الثاني - الدار البيضاء
كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك

تقديم
لماذا نيتشه ؟
سؤال هام خاصة إذا علمنا أنْ لا استدعاء لفكر مفكِّرٍ أو لفلسفةِ فيلسوفٍ بدون دواعي أو بمتطلَّبات. أما الداعي إلى هذا الفيلسوف فلأنه لخَّص في فكره مآل و قدَر الأزمنة المعاصرة و مآل و قدر الإنسان المعاصر و لأنه شخَّص أكثر من غيره إخفاقات الحداثة و انتصاراتها و لأنه جسَّد التوجُّس من كل ما هو عدمي و أخيرا لأن فكره فوق عصره و يعلو على زمنه و من ثم اعتُبِرَ فكرُهُ لا وقتيّاً. و من أهم أفكاره فكرتان : فكرة اللعب و فكرة العود الأبدي لذات الشيء.
و بما أن موضوع الندوة هو اللعب فلأن أكثر من جسّدَهُ في ميدان الفلسفة  نيتشه  بدليل أن اعتبر نفسه أو شخصه قدرا. إن القدرَ هو حصيلة اللعبِ و اللَّعبُ بدوره يُفيدُ معنى ضربة الحظّ و التي يستحيلُ الوجودُ عَقِبَهَا إلى ضرورة بعدما كان مجرَّد صدفة.
 يلخِّصُ فكرُهُ أزمةَ الإنسان المعاصر الذي استبْشَر بالحرية معتقدا أنها خلاصُهُ و الحال أنها تيْهُهُ و ضياعُهُ. ثم إن من دواعي اختيار نيتشه كونُهُ مبتكر المنهج الجينيالوجي الذي ينفي أن للأشياء أصل و أن الوجود صيرورة لا تنتهي. أضف إلى ذلك أنه فيلسوف لا وقتي و دوْما راهني رغم ما قدْ يبدو من تعارض بين الراهني و اللا وقتي.


 الحكاية واللعب في رواية "دلشاد أو فراسخ الخلود المهجورة" لسليم بركات
د. محمد بوعزة
جامعة المولى إسماعيل - مكناس
كلية الآداب والعلوم الإنسانية

توزعت المداخلة علة عنصرين. العنصر الأول خصصناه للبحث في مفهوم اللعب في هيرمينوطيقا غادامير. وقد تحدد هذا المفهوم من الناحية الابستيمولوجية ضمن رهانين: أولا، نقد التصور السيكولوجي لمفهوم اللعب عند الفيلسوف " شيلر" و"كانط" ، الذي يحدد اللعب بالحالات الذهنية والسيكولوجية للذات (اللاعب).ثانيا، صياغة بديل للمنظور السيكولوجي، يغير اتجاه البحث في اللعب من الذات (اللاعب) إلى اللعبة ذاتها، بهدف تحديد أنطولوجية للعب، التي تتميز بحسب غادامير بثلاثة خاصيات: 1 -  اللعب تمثيل ذاتي، 2 – اللعب تعليق للواقع، 3 – اللعب .
في العنصر الثاني انتقلنا إلى كشف البنية اللعبية التي تنبني عليها الحكاية في رواية "دلشاد أو فراسخ الخلود المهجورة" لسليم بركات، حيث وضحنا بالتحليل أن بناء الحكاية في الرواية يخضع لما نسميه بالتحفيز اللعبي، في مقابل التحفيز الواقعي. ويتمثل ذلك في أن بناء الحكاية التي تدور حول موضوع جدي هو ترجمة مخطوط من السريانية إلى الكردية، يخضع للرغبات  المتقلبة والأهواء الطارئة للشخصيات. في سياق الرغبة في الهيمنة على فضاء الترجمة، لا تمثل الترجمة بالنسبة للشخصيات موضوعا جديا، اي موضوع معرفة، نقل للنص من لغة إلى لغة مشروطة ابستمولوجيا بالقواعد والمعايير، لأن الشخصيات تتخذ من الترجمة ذريعة للعبة خديعة متواطئ عليها ، تبررها الرغبة في التسلية ومتعة اللعب." فنحن نلعب من أجل المتعة" بتعبير أرسطو. في سياق هذا المنظور الهزلي  لا يتم التعامل مع الترجمة بجدية ومهنية،  بل بنوع من اللامبالاة والخفة والمرح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق