نشرت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي في الجديدة مجموعة أعمال الملتقى الدولي الثاني في موضوع التصوف والسماع الروحي، والذي انعقد برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة بتاريخ 9يونيو2007 تحت عنوان [دور الزوايا والطرق الصوفية في التربية الروحية، الزاوية القادرية البودشيشية نموذجاً]، وذلك ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 14، سنة 2013.
فهرس
المحتويات
كلمة السيدة عميدة
كلية الآداب و العلوم الإنسانية...........................4
كلمة السيد المندوب
الإقليمي لوزارة الأوقاف................................7
كلمة مجموعة البحث في
فني السماع و المديح.............................10
السماع عند المتصوفة
حسن مسكين..............................................................14
أهمية التربية الصوفية
في توجيه المجتمع
نور الدين لحلو.............................................................23
تصوف السلوك في
المغرب، بحث في أصوله المعرفية و خصائصه
محمد بوخنيفي.............................................................33
التصوف الكلاسيكي و
التصوف البراكماتي
محمد عجم.................................................................64
كرامات الولي بن يفو
من خلال تحليل قصيدة "هذا سيف لقهر الجن"
نعيمة الواجيدي............................................................71
رمزية الرقص و السماع
في الطريقة المولوية
أحمد موسى.................................................................99
التربية الروحية لدى
جلال الدين الرومي
نرجس الخريم...............................................................112
الطريقة القادرية البودشيشية
: الخصائص و الأبعاد
حكيم الإدريسي.............................................................125
الإشعاع العالمي
للطريقة البودشيشية
أحمد أديوان..................................................................133
مفهوم التربية عند
أقطاب الزاوية البودشيشية، الشيخ سيدي حمزة نموذجاً
ميلود الضعيف...............................................................142
التربية الروحية على
الطريقة البودشيشية، الغايات الحاضرة و التحديات الحاليه
عبد الإله بوشامة.............................................................153
كلمة
السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
بسم الله الرحمان الرحيم
السيد نائب رئيس
الجامعة، السيد مندوب الشؤون الإسلامية، زميلاتي وزملائي الأساتذة، ضيوفنا الكرام،
أعزائي الطالبات والطلبة، أشكر اليوم مجموعة البحث في فني السماع والمديح لأنها
أتاحت لي هذه الفرصة مرة أخرى لكي ألتقي بكم و لكي أفتتح إلى جانبكم هذه الندوة
الهامة قياساً إلى مؤشرات كثيرة.من المؤكد أن الظاهرة الصوفية كممارسة دينية فردية
أو جماعية ذات جذور سوسيوثقافية دينية ضاربة في أعماق تراثنا العربي المسلم، ومن
المؤكد أيضا أنها اغتنت بروافد كثيرة من الشعوب المتعددة التي دخلت الإسلام، كيف
يمكن أن نفسر أبعادها الكثيرة ؟
سنلقي الضوء بشكل
عام أو عبر أمثلة محددة كما هو الشأن بالنسبة للزاوية البودشيشية بالمغرب التي
تشكل محوراً هاماً من محاور هذه الندوة.
الجهاد الروحي إن
جاز التعبير، هذه الرغبة في التوحد بالذات الإلهية، هذا التراث الشعري العربي
المسلم، لأنه ليس عربيا فقط ولكنه ينتمي إلى شعوب مسلمة أخرى، كل ذلك يشكل تراثاً
روحياً عميقاً يستثير البحث ويمكن أن تستوعبه في آن وحين.
الأبعاد التاريخية
للظاهرة متعددة بدون شك، أذكر الآن وبالضبط تفسير عبد الله العروي في كتابه "
مفهوم الحرية " إشارة منه إلى ظاهرة التصوف لأن الكتاب لم يكن يدور حولها
ولكن حول الحرية بالأساس، حين فسر العروي الحرية بمفهومها الحديث الليبرالي
ومراحلها وتنوع المراحل التي ارتكزت عليها من مرحلة إلى أخرى في التاريخ الغربي
الحديث، إشارة إلى أن هذا المفهوم ليس وحده الموجود في التراث الإنساني للحرية،
وإن هناك مفاهيم متعددة عبر عنها بطرق رمزية في التراث العربي المسلم للحرية،
واتخذ كبديل على ذلك التصوف واللجوء إليه كشكل رمزي، كنشدان الحرية من الدولة
الاستبدادية في العصر العربي الوسيط هذا التفسير ولكن الأكيد والأهم في التصوف وفي
الزوايا التي لعبت هي الأخرى أدواراً تاريخية يمكن أن نناقشها أيضاً، و أعتقد أنها
نالت الكثير من الأخذ والرد، بخصوص الزوايا في المغرب وأذكر موقف السلفيين
الوطنيين من الزوايا.
الآن نعود لنراجع
كل هذه المواقف لأن الظرفية تغيرت فهي ظرفية عالمية وذاتية في الوقت نفسه، الظرفية
العالمية لن أقف عندها، لن أقف عندما تنتظرونه أي عندما يمر من أحداث تتنازع الآن،
لكنها ظرفية طغيان الماديات وطغيان الحضارة المادية التى تقتل في عمق الإنسان
أحاسيسه وقيمه الروحية السامية، في عودة إلى الروحيات، حينما نرى هذه العودة إلى
الزوايا كالزاوية البودشيشية، هي احتماء، هي نوع من الاحتماء الذاتي والجماعي في
الاعتدال اليومي الذي يمارس عليها في هذه الحضارة الحديثة، اعتداء على الروحيات،
الجانب الفردي اعتداء ليس بشكل مباشر ولكنك تحس فعلاً بأن الضغط يمارس عليك، هو
ضغط رمزي إذا جاز التعبير يمارس عليك يوميا في خضم طغيان حضارة الاستهلاك
والماديات والنزوع إلى الفردانية نزوعاً لا أعتقد أن تاريخ الإنسانية عرف مثله
خلال مساره، بما أختم ؟.
من المؤكد أنني لا
أعرف الشيء الكثير عن موضوعكم، أعرف بعض الشذرات، على كل حال من المؤكد أيضا أنكم
ستذهبون في البحث أعمق مما أشرت إليه الآن، ومن المؤكد أن أعمالكم ستكون مفيدة
وأنها تستحق النشر ذات يوم، شكراً لكم جميعاً مرة أخرى مرحباً بكم، مرحباً بضيوفنا
في مدينة الجديدة، أقول كما تعودت أن أقول، حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً، وأتمنى لكم
التوفيق في سائر أعمالكم وشكراً.
كلمة السيد المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية الأستاذ إدريس قيشوح
إن المتتبع للشأن
الصوفي في العالم الإسلامي بشكل عام، وفي المغرب بشكل خاص، يلاحظ حتماً هذه العودة
القوية للاتجاه الصوفي إلى الواجهة، وبدء انهيار تلك الصورة القاتمة التي كانت
تقدم للناس حول هذا التيار الفكري الراقي من التيارات التي عرفها العالم الإسلامي
طيلة عهود طويلة من الزمن.
وقد تجلت هذه
العودة بوضوح في الحضور الكثيف للتصوف على مستوى المشهد الثقافي والفكري،
والمساهمة في الحركة الروحية والاجتماعية والسياسية المعاصرة، مما أدى إلى طرح
كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام : لماذا كل هذا الاهتمام بالتصوف ؟ ولماذا
هذه الصحوة المفاجئة والعناية بهذا التيار دون غيره من التيارات ؟
لقد ظهر التصوف في
العالم الإسلامي كمنحى نظري بداية من القرن الثالث الهجري، وذلك في عاصمة الخلافة
العباسية بغداد، على أيدي رجال شهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء بالعلم والفضل
والصلاح، وأرسوا قواعد هذا التيار الحديث النشأة، ورسموا له الأسس المنهجية التي
بني عليها، ولا تزال إلى الآن تمثل
المصادر الأساسية لها العلم.
ومع نهاية القرن
الثالث الهجري، بدأ الصوفية ينظمون أنفسهم طوائف وطرقا يخضعون فيها لنظم خاصة بكل
طريقة، وكان قوام هذه الطرق، طائفة من المريدين يلتفون حول شيخ مرشد يدلل لهم طريق
المعرفة الإلهية، ويبصرهم على الوجه الذي يحقق لهم كمال العلم وكمال العمل، فانتقل
بذلك التصوف وتطور من ظاهرة أو مسألة فردية بين الإنسان وربه، إلى ظاهرة اجتماعية
طرقية كثر رجالها وأتباعهم كثرة ظاهرة.
وهكذا مع تطور
التصوف العلمي، وانتشار الظاهرة الصوفية، حيث كثر عدد الأتباع والمريدين، بدأت
تظهر الطرق الصوفية بشكلها المتعارف عليه الآن، واحتلت الصدارة في الحياة الفكرية
المعاصرة بسبب احتوائها قيماً وأفكاراً إنسانية راقية، مكنتها من الحضور القوي في
المشهد الثقافي الوطني والإسلامي والدولي، بسبب ما تحمله من عمق في معرفة الحب
الإلهي ، وأصالة في معرفة العلم الحقيقي والشرعي، وانفتاح في معرفة ثقافة الآخر.
من أجل هذا وذلك،
اخترنا التركيز في هذا الملتقى الدولي الثاني حول التصوف، على نموذج الزاوية
البودشيشية، وذلك نظراً لما يميزها من اهتمام خاص بالجانب التربوي ، أو ما يسميه
أهل الزاوية بالإذن التربوي الخاص الذي يظهر على مريديها وفقرائها، والمناخ الروحي
التي يحيون فيه بتوجيهات الشيخ ورعايته القلبية لهم.
وفي هذا الإطار
يقول شيخ الطريقة سيدي حمزة : " إن
من أهل الله من يدعو إلى التخلي قبل التحلي ، ومنهم من يدعو إلى التحلي قبل
التخلي، ودعوتنا تبدأ بالتحلي ثم التخلي، ومعنى التحلي : تذوق حلاوة كل عبادة،
والنفوذ إلى أسرار كل قربة يتقرب بها إلى الله، وتذوق الحلاوة يقابله وجود المرارة
أو انعدام الطعم، وما لا طعم له لا يترك إلا لما هو حلو، وما هو أحلى يقدم على
غيره، وهكذا تتفاضل الأعمال حسب أثرها في ذوق الإيمان، إلى أن يجد المدعو نفسه قد
تخلى عن كل عمل قبيح، وتلبس بكل عمل مليح، عن طريق الذوق والتجربة المعيشة، وليس
بمجرد التخمين والتقليد ".
لذلك نتمنى أن تكون هذه الندوة مناسبة للمزيد
من التأمل في ظاهرة التصوف، وتعميق الفكر في دور الزوايا والطرق الصوفية في
التربية الروحية إن على المستوى الوطني، أو على مستوى العالم الإسلامي، واستلهام
نموذج الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب، كنموذج لمنهاج روحي في التربية أثبت
فاعليته على مدى عقود من الزمن، سواء داخل المغرب أو خارجه، وبالله توفيق.
كلمة
مجموعة البحث في فني السماع والمديح
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يسعدنا ويشرفنا في مجموعة البحث في فني السماع
والمديح أن نرحب بالضيوف الكرام في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
الذين تحملوا عناء السفر من أجل المشاركة في هذا الملتقى الرباني الذي ولاشك سيطهر
قلوبنا ويضيئها بما سنسمعه من مداخلات السادة الأساتذة الأجلاء، فنحمد الله ونشكر كل
من كان له حظ في تنظيم هذا الملتقى وتيسير أسبابه.
أيها السادة الأفاضل :
ينعقد ملتقانا
الدولي الثاني حول التصوف والسماع الروحي في ظرف تاريخي تتطلع فيه الشعوب المسلمة
إلى فجر قريب يؤذن بانفراج أزماته، واستعادة الألفة والوئام بين أبنائه، بعد أن
ضلت الأفهام، وزلت الأقدام، واشتدت بنا المحن، وكادت أن تعصف بنا الفتن.
إن الزوايا والطرق
الصوفية كانت دوماً وما زالت تمثل قلاعاً حصينة للإسلام وعقيدته ومعاهد لعلوم
شريعته، حفظت للأمة الإسلامية أصالتها ومقومات شخصيتها، وحصنت الأجيال من عوامل
المسخ والذوبان، ووقفت سداً منيعا في وجه المخططات التنصيرية، والمشاريع
التغريبية.
إن تاريخ الزوايا
والطرق الصوفية، تاريخ حافل بالمجاد، ولا ينكر فضلها إلا جاحد أو حاسد، أو مكابر
معاند، وإذا كانت الزوايا قد أدت دورها في الماضي، بالوسائل المتاحة، حسب الظروف
والأوضاع والإمكانات، فإن المطلوب منها اليوم، أكثر بكثير من أي وقت مضى، وبخاصة
ونحن نعيش في عصر كثر فيه التطرف الديني، فما أحوجنا إلى الطريقة لتواصل أداء
رسالتها، في هداية الناس وإصلاح نفوسهم، وتطهير قلوبهم، وتنوير أعينهم، وتوجيههم إلى
ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة، وهذا ما نلمسه في بعض الزوايا، وبخاصة الطريقة
القادرية البودشيشية التي ما زالت حاملة المشعل في توجيه الناس عامة ومنيرة لهم
طريق الهداية، وأداة فعالة في خدمة الحياة الروحية وفق منظور يراعي متطلبات الواقع
ومستجدات الحياة، وبكونها ما زالت محافظة على الأصول والمرتكزات، ولاسيما بعد
تزايد الحاجة إلى الإلمام بعلوم شرعية تقوم مناهجها على فقه ناضج وفهم عميق لنصوص
الشرع ومقاصده.
إن الطريقة
القادرية البودشيشية تجعل من أولوياتها؛ العناية بالتربية الروحية، وغسل القلب
وتطهيره من الحقد والحسد والغل والنفاق والرياء، إلى غير ذلك من الأوصاف الذميمة،
وذلك بذكر الله، والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى، كما تجعل من أولوياتها، نشر
الثقافة الإسلامية التي تعرف بالإسلام تعريفا شاملاً متكاملاً، وتبرز صورته
المشرقة ونظرته السمحة المعتدلة للإنسان والكون والحياة، ونتيجة لهذا وذاك انتشرت
الطريقة في إفريقيا وأوربا وأمريكا وآسيا.
أيها السادة الأفاضل :
كان اختيارنا
" الزوايا الصوفية ودورها في التربية الروحية، الزاوية البودشيشية نموذجاً
" موضوعا لهذا الملتقى، باعتبار هذه الأخيرة الوسيلة المثلى لبناء الحياة
الحقة، حياة القلوب، حياة الصلة بالحي القيوم، إنها التربية الصادقة التي تعمق
الإيمان في القلوب، وتغرس حب الخير والعمل في النفوس، وتكفل للفرد والمجتمع معرفة
الحقوق والواجبات، والالتزام بأدائهما، التربية التي تغسل قلوب الناس من حب الدنيا
ومن أنانيتهم وحب أنفسهم، وتأخذ بأيديهم إلى الله، وتحررهم من العبودية للدنيا،
ليعتصموا بالعبودية لله.
إنها الحياة
الربانية التي ترتفع بالإنسان المخلوق إلى معرفة خالقه، وعبادته، ومحبته، وإيثاره
على كل ما سواه، عن طريق تزكية النفس، ومجاهدتها في الله حتى يهديها سبيله، وتنتصر
على أهوائها وشهواتها الظاهرة والباطنة، فلا فلاح للنفوس بغير التزكية كما قال
تعالى : " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب
من دساها".
المقصد إذن من هذه
التربية الإيمانية؛ تزكية النفوس وتطهيرها من عصبيتها ورعونتها، وإبعادها عن
أهوائها حتى تفيض القلوب حباً لله عز وجل وخشية منه، فيثمر هذا الحب لله حباً
لعباد الله، وإشفاقاً وحفاظاً عليهم، وحقناً لدمائهم، وإحساناً إليهم.
أيها السادة الأفاضل :
سنتعرف في هذا
الملتقى على الدور الذي تلعبه الزاوية الصوفية أو الطريقة، باعتبارها طريقاً
ربانياً، تقوم على صحة الاعتقاد، وحسن الإتباع، عمادها العلم والمعرفة، وأساسها
الإيمان واليقين، منهجها سلوك الطريق باستقامة واعتدال، بعيداً عن سبيل الانحراف
والضلال، فما أحوجنا اليوم إلى حياة روحية صافية، تكفل لنا العيشة الآمنة الراضية
في الحياة الدنيا، والسعادة الأبدية والفوز برضوان الله في الدار الآخرة.
إن الإنسان أينما
كان في أمس الحاجة إلى الغذاء الروحي، ليحقق توازنه، ومجتمعنا المسلم أحوج ما يكون
إلى البعد الروحي، لتستقيم حياته المضطربة، وتنفرج أزماته المتلاحقة، وإنما تكفل
هذه الحياة الصافية تربية إيمانية صادقة، تعتمد منهجا وسطا، موصولاً بقيم الإسلام
الشامل المتوازن.
هذا وإذ نعلن على
بركة الله وحسن عونه وتوفيقه افتتاح أعمال الملتقى، نشكر كل الأساتذة والباحثين
والطلبة على تلبية الدعوة، والمشاركة بفعالية في أعمال هذا العرس الصوفي، كما
نتوجه بجزيل الشكر إلى كل من قدم يد العون من أجل إنجاحه من قريب أو بعيد، وأخص
بالذكر السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتورة فاطمة الزهراء أزريول،
والبرلماني الحاج عبد الرحمان كامل.
والحمد لله رب العالمين
الدكتور عز العرب إدريسي أزمي
الجديدة في 09/06/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق